نيويورك - (أ ش أ):
حث الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان مصر بقيادتها الجديدة المنتخبة برئاسة محمد مرسي، على اغتنام ''اللحظة الحاسمة'' لنزع فتيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غير المنته، وتعزيز الديمقراطية المصرية وعزل النظامين الإيراني والسوري.
وقال الكاتب الأمريكي - في مقال له تحت عنوان (لحظة مرسي) أوردته صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية على موقعها الالكتروني - ''إن الحكومة المصرية أثبتت أنها ليست على استعداد للتضحية باتفاقية كامب ديفيد للسلام المبرمة بين مصر وإسرائيل ، والمساعدات الأمريكية والتقدم الاقتصادي من أجل دعم حركة حماس الموالية لإيران''.
وأشار إلى أن تداعيات عملية التصعيد بين حماس وإسرائيل كانت بمثابة الاختبار الأول من حماس لنظام ما بعد الصحوة العربية في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعوتها للحصول على دعم الدول العربية ، ولاسيما مصر.
وأوضح أن مرسي أثبت أنه لا يرغب في التورط في انتهاك اتفاقية السلام مع إسرائيل لصالح حماس من خلال تفضيله أن تكون مصر وسيطا لوقف إطلاق النار بين الطرفين فقط ، إلا أن هذا الموقف يثير سؤالا أكثر أهمية في المستقبل بشأن ما إذا كان مرسي يفضل أن يكون كالزعيم الصيني دنج شياو بينج على أن يكون كقائد الثورة الإيرانية أية الله الخميني أو أن لديه الرغبة في أن يكون مثل الرئيس المصري الراحل أنور السادات ويستخدم من نفوذه ما يمكنه من تحقيق انفراجة بين إسرائيل وفلسطين حتى لا تقع مصر في هذا الموقف مرة أخرى.
ورجح الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الاضطرابات بين إسرائيل وحماس ، والتي من شأنها أن تهدد باستمرار انخراط مصر فيها.
وأشار فريدمان إلى أن أفضل السبل بالنسبة لإسرائيل لتقويض حماس من خلال تمكين السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس (أبومازن) في الضفة الغربية من الحصول على قدر أكبر من الاستقلال وبناء اقتصاد مزدهر للمقارنة بين ما يمكن إنجازه وتحقيقه في العمل مع إسرائيل أو في العمل ضد إسرائيل ؛ وهذا ما فشلت الحكومة الإسرائيلية في القيام به .. واصفا إياها بقصيرة النظر.
وخلص الكاتب الأمريكي إلى أن القيادة الفطنة والعازمة يمكن أن تبدد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غير المنته ، وتعزز الديمقراطية المصرية وتعزل النظامين الإيراني والسوري وحركة حماس ''وهذا سيكون لحظة حاسمة'' ، والقيادة المتهورة أو الهشة من شأنها تمكين الثلاثة وذلك بالنظر إلى أن كل ذلك إضافة للصراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل والعرب مع إيران وسوريا باتت جميعها متشابكة في الوقت الراهن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق